الحسيب ،الكافي



هل تعرف الحسيب .. الكافي؟؟



الحسيب ،الكافي

قال الله تعالى :
وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً

وقال الله تعالى :
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
 [الزمر : 36].

*والحسيب*
هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم ،
الميسِّر لهم كل ما يحتاجونه ،
الدافع عنهم كل ما يكرهونه .

ومن معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كل ما عملوه ،
أحصاه الله ونسوه ،
وعلم تعالى ذلك ،

وميّز الله صالح العمل من فاسده ،وحسنه من قبيحه ،

وعلم ما يستحقون من الجزاء ومقدار ما لهم من الثواب والعقاب .

*و (الكافي )*
الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه ،
وكفايته لهم عامة وخاصة :

أما العامة :
فقد كفى تعالى جميع المخلوقات 
وقام بإيجادها 
وإمدادها 
وإعدادها لكل ما خُلِّقت له ،

وهيَّأ للعباد من جميع الأسباب 
ما يغنيهم ويقنيهم
 ويطعمهم ويسقيهم .


وأما كفايته الخاصة :
فكفايته للمتوكلين ،
وقيامه بإصلاح أحوال عباده المتقين
 { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
أي:كافيه كل أموره الدينية والدنيوية ،

وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل 
بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتمادًا قويًّا كاملا 
في تحصيل مصالحه
 ودفع مضاره 
وقويت ثقته وحسُن ظنه بربه ؛
حصلت له الكفاية التامة ،

وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله ،
وكفاه همه وكشف غمه .

قال بعض السلف :
جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه ،
وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده ، 

فقال :
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر ،
كما قال في الأعمال ،

بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه و واقيه ،

فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهنّ 
لجعل الله له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره .

وربط الكفاية بالتوكل من ربط الأسباب بمسبباتها ،

فالله عز و جل كافي من يثق به 
ويحسن التوكل عليه 
ويحقق الالتجاء إليه في نوائبه ومهماته ،

وكلما كان العبد حسن الظن بالله 
عظيم الرجاء فيما عنده 
صادق التوكل عليه 

فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة .


مختصر فقه الاسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علامات الفعل

الإعْرَابُ و البناء

علاماتُ الخفضِ